اليوم الوطني السعودي : 94 عام من الإنجازات

اليوم الوطني السعودي

محتويات المقال

اليوم الوطني

تحتفل المملكة العربية السعودية في الثالث والعشرين من سبتمبر من كل عام بذكرى تأسيسها، وسُمي يـ اليوم الوطني السعودي ،فهو يوم يجسد إنجازات جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، الذي وحد البلاد وأسس كيانها الحديث، 

في مثل هذا اليوم من عام 1932، شهدت المملكة انطلاقتها الرسمية بعد جهود جبارة استمرت 32 عامًا، بدأت باستعادة الرياض في عام 1902، وفي السابع عشر من جمادى الأولى عام 1351هـ، صدر مرسوم ملكي يعلن توحيد كافة أراضي الدولة تحت اسم المملكة العربية السعودية، وقد اختار الملك عبد العزيز يوم الخميس، الموافق 23 سبتمبر، ليكون موعداً لإعلان هذا الحدث التاريخي.

نشأة الملك عبدالعزيز

ولد الملك عبد العزيز في الرياض عام 1876، ونشأ تحت إشراف والده الإمام عبد الرحمن بن فيصل بن تركي آل سعود، تعلم القراءة والكتابة على يد الشيخ القاضي عبدالله الخرجي، حيث حفظ بعض سور القرآن ثم أتم قراءته مع الشيخ محمد بن مصيبيح. كما درس أصول الفقه والتوحيد تحت إشراف الشيخ عبدالله بن عبداللطيف آل الشيخ.

في صغره، كان مؤسس الدولة السعودية الثالثة وسبب احتفال المملكة بـ اليوم الوطني السعودي الملك عبد العزيز شغوفًا بالفروسية وركوب الخيل، وعرف بشجاعته وإقدامه وأخلاقه العالية وإرادته القوية، رافق والده في رحلته إلى البادية بعد مغادرة الرياض، مما أثرى تجربته الحياتية وزرع فيه قيم الصبر والتحمل. عندما انتقل الأمير عبد الرحمن بن فيصل إلى الكويت، كان عبد العزيز في الثانية عشرة من عمره، وظل هناك مع أسرته لمدة عشر سنوات، حيث درس خلالها القرآن وبدأ يتعلم فنون السياسة وإدارة المعارك.

نطلاق عهد جديد

في عام 1902، قاد الشاب عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، الذي كان في السادسة والعشرين من عمره، حملة من الكويت لاستعادة الرياض، بينما كانت الجزيرة العربية تعاني من الفوضى والصراعات. وفي الخامس من شوال 1319هـ، الذي يوافق 15 يناير، نجح في استعادة المدينة، ليكون بذلك حجر الأساس لتأسيس المملكة. تولى الحكم بعد أن تنازل له والده الإمام عبد الرحمن بن فيصل في اجتماع كبير في المسجد الكبير بالرياض بعد صلاة الجمعة.

بعد ذلك، بدأ الملك عبد العزيز بتوحيد مناطق نجد بشكل منهجي. بين عامي 1320 و1321هـ، تمكن من السيطرة على المناطق الجنوبية حول الرياض بعد انتصاره في معركة الدلم، مما أدى إلى خضوع الخرج والحريق والأفلاج وبلدان وادي الدواسر له. ثم انتقل إلى منطقة الوشم، فدخل شقراء وثادق، قبل أن يتجه إلى سدير ويستولي على المجمعة، مما ساهم في توحيد تلك المناطق ضمن الدولة السعودية الناشئة.

بين 1321 و1324هـ، نجح في ضم منطقة القصيم بعد خوضه مجموعة من المعارك المهمة، مثل معركة الفيضة والبكيرية، وكان انتصاره الكبير في معركة روضة مهنا في 18 صفر 1324هـ، الموافق 14 أبريل 1906م، علامة فارقة في مسيرته.

اليوم الوطني السعودي

توحيد المملكة العربية السعودية 

في 17 جمادى الأولى 1351هـ، أصدر مرسوم ملكي يعلن توحيد كافة أجزاء الدولة السعودية تحت اسم المملكة العربية السعودية، مع منح الملك عبدالعزيز لقب ملك المملكة العربية السعودية. وقد اختار جلالته يوم الخميس 21 جمادى الأولى 1351هـ ليكون يوماً رسمياً لإعلان هذا التوحيد، وهو ما يعتبر اليوم الوطني السعودي.

أما عن رموز الدولة، فقد اعتمدت المملكة في عهد الملك عبدالعزيز شعار سيفان متقاطعان بينهما نخلة، بينما أصبح العلم أخضر مستطيل الشكل، تتوسطه عبارة التوحيد لا إله إلا الله محمد رسول الله باللون الأبيض، تحتها سيف أبيض.

عمل الملك عبدالعزيز على تحديث هيكل الدولة، حيث وزع المسؤوليات وأسس حكومة منطقة الحجاز بعد ضمها، وأنشأ منصب النائب العام وأسند مهمته إلى ابنه الأمير فيصل عام 1344هـ/1926م، كما أسند إليه رئاسة مجلس الشورى، وفي 19 شعبان 1350هـ، صدر نظام خاص لتأليف مجلس الوكلاء، وتأسست عدة وزارات، مما ساعد في إقامة علاقات دبلوماسية وفقاً للمعايير الدولية، مع تعيين سفراء وقناصل لتحقيق ذلك، كما أولى الملك اهتماماً خاصاً بالقضية الفلسطينية، وكانت المملكة من الدول المؤسسة لجامعة الدول العربية في القاهرة عام 1365هـ/1945م.

من أبرز إنجازاته، تنفيذ مشروع لتوطين البدو في مجتمعات زراعية، حيث شكل منهم جيشاً متطوعاً، كما قام بتحسين الوضع الاجتماعي والاقتصادي، إذ أسس مدارس ومعاهد، وأرسل بعثات للخارج، وشجع على طباعة الكتب العربية والإسلامية، بالإضافة إلى دعمه للدعوة الإسلامية، أنشأ هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وزودها بالموارد اللازمة، وبدأ في توسيع الحرم النبوي الشريف عام 1370هـ/1951م، بالإضافة إلى تحسين خدمات الماء والرعاية الصحية للحجاج.

دولة الفتية 

في عام 1357هـ/1938م، بدأت المملكة العربية السعودية مرحلة جديدة من التطور الاقتصادي عندما تم استخراج النفط بكميات تجارية في المنطقة الشرقية، هذا الاكتشاف ساهم بشكل كبير في زيادة الثروة النقدية، مما كان له أثر عميق على تنمية البلاد وتقدمها، ومع بروز النفط كمصدر رئيسي للإيرادات، تم إنشاء مؤسسة النقد العربي السعودي لتكون بمثابة الجهة المسؤولة عن تنظيم النقد وتطوير العملة الوطنية، التي بدأت تأخذ مكانتها بين العملات العالمية.

أدى ازدهار الاقتصاد إلى استثمارات في مجالات متعددة، حيث قامت الدولة بشراء وتوزيع الآلات الزراعية على الفلاحين بهدف النهوض بالقطاع الزراعي وتحسين الإنتاجية، كما تم إنشاء شبكة من الطرق البرية المعبدة، مما ساهم في تسهيل حركة النقل والتجارة، بالإضافة إلى ذلك، تم مد خط حديدي يربط بين الرياض والدمام، مما ساعد على تعزيز الروابط بين المناطق المختلفة.

ومع تطور وسائل النقل، وضعت المملكة الأساس لقطاع الطيران المدني من خلال إنشاء الخطوط الجوية العربية السعودية عام 1945م، كما تم إنشاء خط أنابيب النفط الذي يربط الخليج بموانئ البحر الأبيض المتوسط، مما ساهم في تعزيز القدرة التصديرية للنفط السعودي.

في عام 1368هـ/1949م، تم افتتاح الإذاعة السعودية، والتي لعبت دوراً مهماً في نشر الثقافة والمعلومات بين المواطنين، كما أولى الملك عبدالعزيز اهتماماً خاصاً بتوفير الخدمات الصحية، حيث تم إنشاء مستشفيات ومراكز صحية في مختلف مدن المملكة، مما ساهم في تحسين مستوى الرعاية الصحية، كما تم وضع نظام للجوازات لتسهيل التنقل بين المواطنين والمقيمين.

أرست هذه الجهود قواعد دولة قوية، حيث استمد القائد المؤسس رؤيته من كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، استطاع الملك عبدالعزيز أن يحول الخوف إلى أمن، والجهل إلى علم، والفقر إلى رخاء وازدهار، مما جعل المملكة العربية السعودية نموذجاً للتقدم والتنمية في المنطقة.

تطوير وإصلاح

لم يتم الاحتفال بـ اليوم الوطني السعودي من اللا شيء، فالمللك عبدالعزيز لم يقتصر على بناء الوحدة السياسية والحفاظ عليها، بل عمل بجد على تطويرها وإصلاحها في جميع المجالات، وبفضل الله، أسس نظاماً إسلامياً متيناً يستند إلى مبادئ واضحة، حيث ركز على توزيع المسؤوليات وتحديد الصلاحيات، مما أدى إلى إنشاء وزارات ومؤسسات وإدارات تتماشى مع التقدم العصري، كما أدخل تقنيات حديثة لأول مرة إلى شبه الجزيرة العربية، لتحل تدريجياً محل الأساليب التقليدية.

أسس الملك عبدالعزيز نظام القضاء مستنداً إلى الشريعة الإسلامية، حيث أنشأ محاكم متنوعة ودرجات مختلفة، ووضعت أنظمة تنظيمية تدعم عمل هذه المحاكم، مما حدد وظائفها واختصاصاتها وسلطاتها، من جهة أخرى، حقق إنجازات ملحوظة في مجال تعزيز الأمن والاستقرار، حيث اتخذ إجراءات صارمة ضد أي تهديدات للأمن أو النظام، بذلك، أصبحت المملكة نموذجاً يحتذى به في مجالات الأمان والاستقرار على مستوى العالم، مما أضفى الطمأنينة على المواطنين والوافدين على حد سواء.

رعاية ضيوف الرحمن 

حرص الملك عبدالعزيز على تقديم أرقى الخدمات لضيوف الرحمن وللأماكن المقدسة، حيث وضع نظاماً خاصاً للحجاج وأشرف على تنفيذه شخصياً لضمان راحتهم وأمنهم وطمأنينتهم، وحماية أرواحهم وأموالهم. 

اتخذ تدابير فعالة لحمايتهم من الاستغلال، وفرض تعريفة عادلة لنقلهم بين الأماكن المقدسة، كما عمل على توفير مياه الشرب والغذاء وجميع مستلزمات حياتهم ووسائل الراحة. 

لم يغفل الملك عبدالعزيز أهمية نشر العلم والثقافة على أسس إسلامية متينة، فواجه الجهل في الحواضر والبادية بدعمه لحركات الوعظ والإرشاد والتعليم في المساجد والكتاتيب، وعزز المدارس الأهلية، وأسس مديرية المعارف لتنظيم التعليم الحكومي والإشراف عليه.

 وبذلك، يحتفى بجهوده في اليوم الوطني السعودي، حيث تعكس تلك المبادرات روح الوحدة والتنمية في المملكة.

اليوم الوطني السعودي

علاقات وروابط

لم تقتصر جهود الدولة في عهد الملك عبدالعزيز على البناء الداخلي فحسب، بل امتدت أيضاً لتوثيق العلاقات مع الدول الشقيقة والصديقة، فقد بنيت سياسة المملكة الخارجية على وضوح الرؤية والثبات على المبادئ، ومناصرة الحق، مستلهمة من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف التي تشكل أساس هذه الدولة، والتي انطلقت منها نهضتها وأمنها ورخاؤها.

حرص الملك عبدالعزيز على بناء جسور التعاون وتعزيز الروابط مع الأشقاء العرب، حيث سعى إلى توحيد صفوفهم وجمع كلمتهم، عمل على لم شملهم وحل خلافاتهم من خلال التشاور والاتفاق على الأهداف الأساسية التي تضمن لهم تحرير أراضيهم وحماية حقوقهم ومكتسباتهم، تعد هذه الجهود جزءاً أساسياً من تاريخ المملكة، مما يجعل اليوم الوطني السعودي مناسبة للاحتفاء بتلك المبادرات الرامية إلى الوحدة والتنمية.

إقامة شرع الله 

كان الهدف الأسمى للملك عبدالعزيز خلال جهاده الطويل هو إقامة شريعة الله من منابعها الصافية، كما وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية وتراث السلف الصالح، وقد حقق هذا الهدف وجعله أساساً لدولته الفتية منذ بداياتها وحتى يومنا هذا. 

يعبر تراثه الفكري، المتمثل في خطبه وأحاديثه، عن هذا الهدف بوضوح، حيث قال رحمه الله: “إني أعتمد في جميع أعمالي على الله وحده لا شريك له، أعتمد عليه في السر والعلانية، والظاهر والباطن، وأن الله ميسر طريقنا لاعتمادنا عليه، وإني أجاهد لإعلاء كلمة التوحيد والحرص عليها”.

كما أوضح في الجلسة الافتتاحية لمجلس الشورى عام 1349هـ، قائلاً: “إنكم تعلمون أن أساس أحكامنا ونظمنا هو الشرع الإسلامي، وأنتم في هذه الدائرة أحرار في سن كل نظام وإقرار العمل الذي ترونه موافقاً لصالح البلاد على شرط ألا يكون مخالفاً للشريعة الإسلامية، لأن العمل الذي يخالف الشرع لن يكون مفيداً لأحد، والضرر كل الضرر هو السير على غير الأساس الذي جاء به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم”.

تعد هذه المبادئ جزءاً أساسياً من تاريخ المملكة، مما يجعل اليوم الوطني السعودي مناسبة للاحتفاء بتلك الرؤية القوية والتزام الملك عبدالعزيز بتطبيق الشريعة الإسلامية.

الأمن الشامل

قبل حكم الملك عبدالعزيز، كانت الحالة الأمنية في شبه الجزيرة العربية تعاني من تدهور كبير، حيث سادت الفوضى والانفلات، وكانت طرق الحج، بشكل خاص، مليئة باللصوص وقطاع الطرق الذين يهاجمون قوافل الحجاج، ويسلبونهم ويعتدون عليهم. 

في تلك الأيام كان الحج مغامرة محفوفة بالمخاطر، ولم يكن الحاج يضمن عودته سالماً، عجزت الدولة العثمانية عن تأمين سلامة الحجاج لدرجة أنها اضطرت لتسير قوات عسكرية مع القوافل، لكن حتى هذه القوات كانت تتعرض للاعتداءات. 

لجأت الدولة العثمانية أيضاً إلى دفع “أتاوات” لقطاع الطرق مقابل السماح لقوافل الحجاج بالمرور بسلام، ومع ذلك كانت الاعتداءات مستمرة.

مع مجيء الملك عبدالعزيز، أعلن عن تطبيق شريعة الله، التي تجسد الأمن والأمان للمجتمع الإسلامي، من خلال هذا التطبيق تمكن من القضاء على عصابات اللصوص وقطاع الطرق، واجتثاث شرورهم من جذورها، مما ساهم في نشر الأمن الشامل في جميع أنحاء المملكة.

أصبحت المملكة مضرب مثل في الأمان، حيث تروى قصص مثل قصة الجمل الذي ضاع صاحبه، وجاب مناطق عديدة محملاً بالأرزاق حتى عثر عليه صاحبه، ليجد أن أرزاقه كاملة دون نقص.

ومنذ ذلك الحين، أصبحت المملكة العربية السعودية رمزاً للأمن والاستقرار، مما يحتفل به في اليوم الوطني السعودي، حيث يعكس هذا الإنجاز التاريخي التزام القيادة بخلق بيئة آمنة تسهل حياة المواطنين والحجاج على حد سواء.

التضامن الإسلامي 

من منطلق ما أمر الله تعالى به عباده المسلمين من الإخاء والتضامن، كان الملك عبدالعزيز أول حاكم مسلم يدعو إلى هذا التضامن ويعمل على تطبيقه، فقد دعا إلى أول مؤتمر إسلامي عام في تاريخ الإسلام عام 1345هـ، والذي شهد حضور وفود من الدول الإسلامية، كان هذا المؤتمر بمثابة مناسبة تاريخية جمعت ممثلي المسلمين من مختلف الأقطار.

يمكن القول إن السياسة التي رسمها الملك عبدالعزيز، والتي أصبحت إحدى السمات المميزة لثوابت السياسة السعودية، ترتكز على تعزيز وحدة كلمة المسلمين والتضامن فيما بينهم، ومواجهة أعدائهم صفاً واحداً من خلال التعاون والتكافل، حيث قال رحمه الله: “إن أحب الأمور إلينا أن يجمع الله كلمة المسلمين، فيؤلف بين قلوبهم، ثم بعد ذلك أن يجمع كلمة العرب، فيوحد غاياتهم ومقاصدهم ليسيروا في طريق واحد يوردهم موارد الخير”.

تعد هذه المبادئ جزءاً من إرث الملك عبدالعزيز، مما يجعل اليوم الوطني السعودي مناسبة للاحتفاء بجهوده في تعزيز التضامن والوحدة بين المسلمين والعرب، والتأكيد على أهمية العمل الجماعي في مواجهة التحديات.

شخصية الملك عبدالعزيز 

كان الملك عبدالعزيز فريداً في زمانه بفضل مقوماته الشخصية الاستثنائية، ويمكن تلخيص صفاته ومناقبه كما يلي:

  • كان عميق الإيمان، يعتمد على الله تعالى في كل أموره، ولا يسأل سواه عما يتطلع إليه. كما كانت لديه خبرة واسعة بشؤون دينه، إذ حفظ القرآن الكريم وعدداً كبيراً من الأحاديث النبوية، وكان ملماً بالأحكام الشرعية ويطبقها في مجال سلطته، ظل طوال حياته يجتمع كل ليلة مع العلماء والفقهاء لقراءة الكتب الدينية وتبادل الحديث حولها.
  • تميز بحكمة كبيرة، حيث كان يعمل عقله في كل حركة، ويدقق في حساب خطواته بدقة، مما مكنه من اختيار أفضل الطرق التي غالباً ما كانت تُفضي إلى النجاح، وكان شجاعاً، لا يتردد في خوض المعارك عندما تقتضي الظروف، بغض النظر عن قوة خصومه.
  • كقائد عسكري موهوب، كان يجيد وضع الخطط الحربية وتنفيذها، وغالباً ما استعاد وقائع معارك سابقة ليظهر أخطاء خصومه ويوضح كيفية الانتصار عليهم.
  • كان لديه خبرة عميقة بالمجتمعات البدوية والحضرية في شبه الجزيرة العربية، بحيث كان يعرف أنساب القبائل ويتعامل مع الناس وفقاً لخلفياتهم، سواء كانوا من البدو أو الحضر.
  • كما كان شديد التمسك بأحكام الدين، لا يهادن أو يتهاون في ذلك، بينما كان في الوقت ذاته رقيق القلب ومرهف الإحساس.
  • تجلت إنسانيته في اهتمامه بالجميع، حيث كان يعامل الناس على قدم المساواة، حتى يصل الحق إلى مستقره، ومع حلول اليوم الوطني السعودي، يتجلى هذا الإرث القيادي في تعزيز قيم الوحدة والتضامن التي أسس لها الملك عبدالعزيز.

اليوم الوطني السعودي

وفــــاته

في الثاني من ربيع الأول عام 1373هـ، الموافق 9 نوفمبر 1953م، انتقل الملك عبدالعزيز إلى رحمة الله، راضياً مرضياً، بعد جهاد طويل ترك بصمات واضحة في التاريخ الإسلامي والعربي، لقد أسس دولته الإسلامية العصرية التي استندت إلى الشريعة الإسلامية، وكانت تهدف إلى خدمة دين الله وخدمة المسلمين في كل مكان.

يظل الخامس من شوال عام 1319هـ، الموافق 15 يناير 1902م، نقطة تحول بارزة في تاريخ المملكة، حيث فتح الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود مدينة الرياض، منطلقاً نحو مسيرة كفاح وجهاد لاستعادة ملك الأجداد، من خلال ملحمة بطولية فريدة في التاريخ الحديث.

أمضى الملك المؤسس أكثر من ثلاثين عاماً في جهاد الأبطال مع رجاله المخلصين لتوطيد أركان دولته وجمع شتات أبنائها تحت راية التوحيد، وضع حجر الأساس للمملكة العربية السعودية، التي ترتكز على كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وتساهم في تعزيز مبادئ السلام والأمن من أجل خير الإنسانية.

كانت المملكة من أوائل الدول العربية التي أسست جامعة الدول العربية عام 1945م، ووقف الملك عبدالعزيز إلى جانب الدول العربية في نضالها للتحرر من الاستعمار، مُعززاً القضية الفلسطينية بكل قوة.

تعتز المملكة العربية السعودية، ملكاً وحكومة وشعباً، بخدمة الحرمين الشريفين – بيت الله الحرام في مكة المكرمة والمسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة – وتوفير أفضل الخدمات للحجاج والمعتمرين والزوار.

تمثل التجربة السعودية سمة بارزة تتمثل في الإرادة القوية والعزيمة الصادقة منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، إذ تجسدت مراحل غنية بالإنجازات التي أسست قاعدة اقتصادية وطنية قوية، وضعت المملكة في مصاف القوى الاقتصادية العالمية.

 كما ساهمت في تمكين الإنسان السعودي من التقدم العلمي والتعليمي، مما عزز دور المملكة في المجتمع الدولي من خلال منظمة الأمم المتحدة وغيرها من الهيئات الدولية.

تتمتع المملكة بمكانة عالمية متميزة تعكس رسالتها في المجموعة الدولية، حيث تحظى باحترام أكثر من مليار مسلم، ويظل قادة المملكة منذ عهد الملك عبدالعزيز وحتى اليوم يحظون بتقدير شعوب العالم لما تضطلع به المملكة من دور رائد على مختلف الأصعدة العربية والإسلامية والدولية.

وبهذه الإنجازات والمساهمات الفعالة، يظل اليوم الوطني السعودي رمزاً للاحتفاء بالتاريخ المجيد، وإحياء قيم الوحدة والنهضة التي أسس لها الملك عبدالعزيز، مما يبرز روح الفخر والانتماء لدى الشعب السعودي.

 

Share the Post:

مقالات ذات صلة